لماذا مصر؟ ولماذا الآن؟

بقلم م/ أميره الحسن

ودعت مصر منذ أيام قلائل الرئيس السابق محمد حسني مبارك، الذي إنقسم كثيرون حول وفاته، والجنازةَ العسكريةَ المهيبةَ التي أقيمت له، والجنازة الشعبية التي توجت وداعه بأنه الرئيس الذي ترك الحكم طواعيةً واستمر حبه في قلب شعبه ومريديه.

 نعم تلك هي الحقيقية إتفق معي من إتفق، واختلف معي من اختلف، إلا أن ما حدث أمام عدسات التلفاز أصدرَ حكماً قضائياً باتاً غير قابل للنقض ولن أدخل في التفاصيل.

تلك المقدمة كانت لزاماً وإلزاماً قبل أن أبدء حواري هذا الذي أدعي فيه أن ثمةَ تكتلٍ استراتيجيٍ غيرُ معلومٍ يحاك ضد مصر من أقطابٍ كثيرةٍ؛ بعضها يعلم دوره المنشود للإطاحةِ بمصر وزعزعة أمنها واستقرارها القومي والإقتصادي للنيل منها، وبعضها الآخر ينفذُ ما لا يعلمه، لذا أقول يا شعب مصر العظيم أفيقوا فالضربات الموجعة والقادمة تستهدفُ أمنكم واستقراراكم فإما ثباتٌ ووحدةٌ وإما ضياعٌ للأبد.

لا أعلم من أين أبدء فالأمور متشابكةٌ ولا يكادُ أحدٌ يستطيع فك طلاسمها؛ ولكن لنعيدَ سرد الأحداث لنعلم ماذا يحدث!! تكتلٌ يهدد أمن مصر القومي بالسيطرة على أهم موردٍ للحياة فيها، وشريان الزراعة والصناعة والتجارة؛ نهرُ النيل قصةٌ طويلةٌ معلوم تفاصيلها وتفاصيل سد النهضةِإبان محاولات الإخوان القفز على أحداث يناير والنيل من مصر وشعبها، وإركاع الأمة العربية بأسرها بعد الإستيلاء عليها، ومفاوضات مهترئة منهم ومنح أثيوبيا المهلة الكافية لإنشاء السد؛ والآن نحن نعاصر المرحلةَ الأخيرةَ من تدشين السدِ برعايةٍ أمريكيةٍإسرائيليةٍ كاملةٍ؛ وأنتم تعلمون كيف دعمت أمريكا الإخوان للوصول الى سُدة الحكم لتنفيذ أجندتها السياسية في الشرق الأوسط.

ضف الى ذلك المحاولات الجاهدةِ والمستميتةِ من قبل الإخوان للنيل من جيش مصر؛ لإضعاف القوة العسكرية أمام أعداء الوطن للنيل منه؛إلى جانب الآلة الإعلامية التي ما زالت تنبح وتلوح بالخارج للرغبة في إعادة ما أسموه بثورة 2011 على الفساد؛ هذا كله معلوم ومدروسة آثاره وتفاصيله، إلا أنني أود أن أُسرّ في أذن القارىء بأن خطورة جيوش الإخوان ليست في المعلوم منهم؛ بل في القيادات السياسية والتنفيذية التي لا يعرفُ أحدٌ عنها وتشغل مناصبَ تنفيذيةٍ في الكثير من الدول العربية خاصةً الخليجيةِ والتي لن تترك المعركة أبداً؛ لأن معركتهم مع مصر معركةً عقدية ذات أيدلوجياتٍ سياسيةٍ لن تموتَ لديهم إلا بالحصول على الحكمِ وهناك فرقٌ وجماعاتٌ تخطط ليلَ نهار – حفظ الله مصر قيادةً وشعباً، وحفظ رجال مخابراتها الصناديد الحائط السد المنيع لهؤلاء- ولكن ما استوقفني جلياً هذه الأيام وجعلني أُعيدُ ترتيب الأوراق أمامي؛ هو السباق المحموم من الكثير ممن الدول العربية على التعاطي مع أزمة “الكورونا” على أنها صناعةً مصريةً وأنه يجب عزل المصريين عن العالم تحسباً لإنتشار الوباء القادم من قبلهم، والإجراءات الإحترازية التي تقام ضد مصر وضد الراغبين في زيارتها!! وأودُ أن أطرحَ بعض التساؤلات في هذا المقام؟!

بالرغم من إعلان منظمة الصحة العالمية خلو مصر من أية حالات إصابة بفيروس “كورونا” إلا أن بعضاً من الدول العربية ما زالت تستنكر خلو مصر من هذا الفيروس!! ما يُعدُ تشكيكاً واضحاً في ثوابت المنظمات العالميةِ، وطعناً في مواثيقها ومصداقية نتائجها التي نطالب – في نفس الوقت – بتصديقها حال رغبة بعض الحكومات العربية ذلك؟!

في الوقت الذي أقرت فيه القيادةِ السياسيةِ في مصر خلو مصر من هذا “الفيروس” تفرض بعض الدول العربيةِ إجراءاتٍ احترازيةٍ قاسية على القادمين من مصر، والراغبين في السفر اليها!! بل وتتجرأ برفض إجازات العاملين المصريين في المؤسسات الحكومية بها وتعلن لهم من يرغب في النزول لا يرجع الى العمل – علماً بأن المرض ليس عيباً أو وصمةَ عار – فأيُّ قانونٍ تتبع تلك الدول حتى نساعدها في تعميمه على الجميع؟! علماً بأن هذه القرارات شفهيةً لا يمكن رصدَ مستندات ثبوتية عليها؟!!

وأود أن ألفت عنايةَ القائمين على محاربةِ مصر في تلك الدول أن خطواتهم الإحترازية المعلنةِ من قبلهم في وسائل الإعلامِ الرسمية تُعدُ طعناً في مصداقيةِ الدولة المصرية!! وتُعدُ ضربةً غير معلوم سببها للمواثيق الدبلوماسية المتبعة بين الدول الأشقاء؟! فمنذ متى كانت مصر في مهب الريح هكذا حتى نتخذ ضدها هذا الموقف لهذا أوردت مقدمتي عن حسني مبارك لكي يتذكر القائمون على هذه الدول دوره الريادي في الحفاظ على مقدرات الحكم العربي في الدول الشقيقة وما زالت الخطوات مستمرة حتى الآن.

يا سادة أعيروني انتباهكم ماذا تفعلون؟! ولماذا تحاربون مصر؟! يا سادة إن ثبات القيادة العسكرية للقوات المسلحة في أوقات الأزمات وعلى رأسها الرئيس السيسي الذي أخمد فتنة الإخوان للأبد ذلك الذراع الدولي للكثير من المنظمات والذي لولا ما تكبدته مصر من خيرة شبابها ما إستقرت أوضاع الخليج الآن!! مصر قيادةً وشعباً لها دورها الريادي في الحفاظ على أمنِ واستقرار الكويت إبان أزمتها حتى نالت حريتها في حربها ضد العراق، لقد إرتوت أرضُ الكويت بدماءِ المصريين، أيعقلُ أن تتجرأ وريقة على التطاول على مصر والغمز واللمز عليها؟!؟!والله إن قلمي يتعفف من الرد عليها لأن مصر دولةَ العلماءِ ودولةِ الأزهرِ ودولة القواتِ المسلحةِ المصريةِ لا يمكن بحالٍ أن يرفع أحداً قلمه ليدافع عنها فالقامات والهامات يا بنيتي لا تنافح الأشباح فمن أنت؟! أنت لمصر وريقة شجر سقطت في خريفٍ غائم وسط الآف الأوراق فهل تعتقدي أن أحداًيمكنُ أن يلتفت اليك؟! لقد قلت كثيراً وقال لك أبناء جلدتك وعمومتك لو لم يكن لمصر غير مشاركتها في تحرير الكويت لكفاها العمر كله!! ولكن يصعب عليك فهم معاني رد الجميل وصيانة العيش والملح!! فتلك مفاهيم يعلمها أهلها فلا غرو في ذلك.

ختاماً أقول لكل من يعي أو لا يعي سقوطُ مصر يعني سقوط العرب، جيش مصر هو أخر الحصون العربيةِ بعد ضياع سوريا والعراق مصر،ذاك قدرُ مصر وحكمها الأبدي الأزلي أن تكون أمّا للجميع فاحفظوا مصر.

 اللهم أعن مصر على ما يحاكُ بها، وألهم قيادتها وجيشها اليقظة والإنتباه،وإحمهم بعينك التي لا تنام، وأظل أتساءل حتى الآن لم تثبت حالة إصابة واحدة بمصر حتى يبرر ما يحدث من الدول العربية تجاها بالرغم من أن كافة الإصابات متواجدة بإيران كمصدر رئيس لإنتشار العدوى هل من تفسير؟؟!! لماذا مصر ولماذا الآن.

Scroll to Top